وقبيلة الترابين أغنى القبائل أرضاً وأكثرها عدداً. فقد بلغ تعدادها عام 1931 م. (284،16) نفساً بينهم (8814) من الذكور و(7470) من الإناث. وفي صيف عام 1946 بلغوا (381، 32) نسمة.
والمشهور أن (الترابين) ويعوون بأصلهم الى قبيلة (بني عطية) الحجازية التي تقع منازلها اليوم في (تبوك)[115] وأطرافها. وتعرف هذه القبيلة أحياناً باسم (عرب المَعَازَة) نسبة الى (معاز بن أسد) أخي (عَناز) مؤسس قبيلة (عَنَزَة) المشهورة. وعلى هذا فبنو عطية من (بكر بن وائل بن حديلة بن أسد بن ربيعة بن نِزار بن عدنان).
ومن (بني عطية) أفخاذ يقيمون في ناحية الكرك ومعان من شرقي الأردن وفي الصحراء الشرقية (صحراء العرب) في مصر.
(ومما قيل عن أصل الترابين إنهم من جد يقال له (نجم) قدم الى سيناء مع رجل يدعى (الوُحَيْدي) من ذرية الحسن أخي الحسين فنزلا ضيفين على شيخ كبير من (بني واصل)[116] في جبل (طور سيناء). وكان لهذا الشيخ بنتان إحداهما جَعْدَة الشعر قبيحة الوجه والأخرى ذات شعر جميل ووجه حسن ولم يكن له ذكور. وكان نجم فارساً مقداماً ولكنه كان قبيح المنظر أسمر اللون، وكان الوحيدي شاباً جميل الوجه أبيض اللون، فزوّج نجماً بنته القبيحة الوجه وزوّج الوحيدي بنته الجميلة. فكان نجم جد الترابين وهم مشهورون بالبسالة وقبح الصورة، والوحيدية جد الوحيدات وهم مشهورون بالكياسة وحسن الصورة).
والظاهر أن أجداد الترابين قدموا في بادىء أمرهم إلى سيناء فنزلوها وانتضروا فيها ثم نزح معظمهم الى جنوبي فلسطين، وما زالوا فيها الى اليوم. ومن فروع الترابين الباقية في (التيه) اليوم (الحَرَرَة) و(الحَسَابِلة) و(الشُّبَيْنَات). لعل ترابين منطقة خليج العقبة أقدم ترابين سيناء. ويقدر عدد (الترابين) في التيه بنحو 3000 نفس.
(وعرف الترابين بالأُلفة والاتحاد، كما اشتهر بعضهم بجودة الرأي والبعض الآخر بالشجاعة والإقدام فيقتحمون غمرات الوغى بعزم صادق على نية النصر أو الموت).
وقبيلة الترابين تتألف إدارياً من عشرين عشيرة ,ومنها:
غوالي أبو ستة : وحمايلها (الستوت) و(التوالخة) و(شويان) و(طعيمات) و(عالات) وغرباء.
وعرف من (الستوت) (أحمد بن صقر أبي ستة، الذي نفته الحكومة العثمانية الى الأناضول بسبب إيوائه المرحوم (احمد عارف الحسيني) مفتي غزة ونائب فلسطين في مجلس النواب العثماني. وقد أعدمه (جمال باشا) مع ولده (مصطفى) بتهمة اشتراكهما في الحركة العربية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]