أيمن أبو ستة.. احرارولدنا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ألكل أسير حكاية , وكل حكاية ترفع الرأس عاليا , عندما ينفذ الوعد من اجل الحق .. الصدق سمتهم , وحبهم لقضيتهم شرف يسجله التاريخ في صفحات من نور. الكلُّ ينتظرهم مترقبًا, القلوب في شغفٍ ولهفة, وحرارة الشوق تشعلُ الحنين اشتياقا. عيونٌ حائرة تتقلب بين صفحات السنين , ذكريات أليمة يهزها ألم الفراق وتبث شكواها الحزينة مع قدوم كل فجر جديد, تحرك لوعة وحرمان تصب على عائلة الأسير أيمن أبو ستة وجع عذابات السنين .
لم يكن مرور الأيام الطوال على عائلة الأسير أبو ستة بسيطة , تأتي وتذهب، والفرحة مكبوتة فيها ، لا يسمع لها صوت، إلا صوت خفي، ينادي من بعيد , يبحثون عن مصدر الصوت، فلا يرون له أثرا , هل هو صوت الحلم ..أو صوت الألم...أو صوت الحب في الحياة بين الأحباب غيبتهم سجون الجلاد الصهيوني، يعانون مرارة الحكم مدى الحياة.
الأسير "أيمن أبو ستة" كان قد اعتقل على يد قوات الاحتلال الصهيوني من بيت صديق الأسير يعود إلى آل "أبو عسل" الكائن في معسكر رفح بتاريخ 24 / 1 / 1994م فقد اتهمته سلطات الاحتلال بقتل اثنين من المستوطنين في الرمله شمال فلسطين المحتلة بمنطقة تسمى "الجواريش" .
وقامت قوات الاحتلال بالحكم على الأسير البطل أبو ستة بالسجن لمدة 99 عاما إلا أنه شتم القاضي فضاعف الحكم "مدى الحياة"، أمضى منها 16 عاما.
الأسير المجاهد أبو ستة من مواليد 21/ 1 / 1971م وهو الآن في سجن نفحة الصحراوي , له شخصية قوية تحسب له إدارة السجون حسابا.
إبراهيم عم الأسير "أبو ستة" يحدثنا عن العملية البطولية التي نفذها الأسير أيمن" : ابن أخي نفذ العملية الفدائية في الرملة" و أسفرت عن قتل مستوطنين بعد ان قامت قوات الاحتلال الصهيوني باغتيال صديقه في خانيونس الشهيد" احمد أبو الريش" ،وحينها اقسم "أيمن " أن يثأر لصديقه فذهب إلى والدته بخانيونس وطلب منها أن تدعو له بان يوفقه الله في ما هو ماض إليه ".
ويضيف عم الأسير أبو ستة ": فعلا، بدأ بانجاز ما وعد به الشعب الفلسطيني والمقاومة . فغادر قطاع غزة ليلا مع ابن عمته "علاء أبو ستة" المحكوم مدى الحياة وقاموا بتنفيذ العملية الساعة الثالثة فجرا من اليوم التالي من عام 1993م وتم فيها نحر اثنين من المستوطنين بالسكين.
ويكمل عم الأسير بقية تنفيذ العملية وهو يبتسم ويفتخر بابن أخيه على ما قام به من قتل أبناء الشعب الفلسطيني وشرد اهله، فيقول:" بعد نحرهما تم خطف السلاح الموجود معهما والرجوع به إلى قطاع غزة، وبالتحديد في مدينة خانيونس والذهاب إلى بيت الشهيد "احمد أبو الريش" ووضع السلاح بين يدي أم الشهيد . فقالت أم الشهيد أبو الريش" ابني احمد لم يمت مادام هناك من يمشي على خطاه ويثخن في العدو الضربة بعد الضربة".
إبراهيم " 40سنة" عم الأسير والأقرب إلى قلبه في العمر والفكر ، بدت عليه الفرحة بعد أسر الجندي الصهيوني وهو الذي يئس من عودة ابن أخيه ورفيق دربه بعد صدور الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، يقول:" امتلأ قلبي بالفرحة، كنا تحت الظلام والله انتشلنا من هذه العتمة. ظننت أنني لن أرى أيمن طالما أنا حي، لكن الله رأف بنا وجعلنا من الصابرين لأنال جزائي وأراه أخيرا، داعيا ل”المقاومة” بالتوفيق وحملها قضية الأسرى وبذل الكثير لعودتهم إلى أحضان أهليهم" مشيرا إلى أن آخر زيارة كانت له قبل تسع سنوات لمس فيها معاناته المستمرة، خاصة عندما أخبرهم عن معاملة إدارة السجن له ،و ما يعانيه من العزل الانفرادي الذي كان آخره مدة أربع سنوات متواصلة.
مصطفى شقيق الأسير يقول:" حرية أيمن الأمل الوحيد للعائلة بعد وفاة والدي ، فلقد عشنا حرمان الأم فقد توفيت والدتي وأنا لم أتجاوز العاشرة من عمري , إن ما قام به "أيمن" رفع رؤوسنا وأثلج قلوب المعذبين من شعبنا الفلسطيني الذي يرزح تحت وطأة الاحتلال وأدعو الله أن يتم الإفراج عن أخي قريبا لأننا تعبنا جدا.
لم يزل الأسير أيمن يحمل نفسا تواقة للحرية والمقاومة ولم ترعبه او تنل من عزيمته السجون وطول السنين. انهم فعلا قادة يستحقون الاحترام والاكبار."